لا زالت الاعتداءات تتوالى على المسلمين، وقد تجاوزت ضعفاءهم لتصل إلى الأغنياء وأصحاب الشرف في قريش من المسلمين، فالرسول صلى الله عليه وسلم يتعرض لمحاولة اعتداء من المشركين أثناء صلاته عند الكعبة، وأبو بكر يتعرض للضرب من جمع من المشركين ويضربه خلاله عتبة بن ربيعة بنعله على وجهه حتى تورم وكان على شفا الموت وأخذته الغشية، فلما أفاق في بيت أمه، لم يسأل إلا عن رسول الله قائلا: "ما فعل رسول الله". تحت هذا التعذيب تبدأ مجموعات من المسلمين في الهجرة إلى الحبشة بأمر من رسول الله الذي قال إن فيها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهناك تبدأ بينهم وبين النجاشي (حاكم الحبشة) حوارات عن الإسلام وأسباب خروجهم من أرضهم ويتصدر هذه الحوارات ثمان رضي الله عنه.